بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة جامعية تخصصي هو الرياضيات التطبيقية وبصراحة لا افضله رغم ان له مستقبل جيد ولكن كل مستوى يزداد صعوبه عن الاخر
لقد كانت رغبتي من دخولي الجامعة ان ادرس الحاسب ولكن لم اوفق في ذلك وتراودني فكرة ان انسحب من الجامعة وادخل المعهد وادرس الانجليزية والحاسب ولكن مستقبل المعاهد غير مضمون . أتمنى ان تفيدوني وشكرا
معلومات عن الاستشارة :
- طالبة جامعية تخصص الرياضيات التطبيقية وبصراحة
- لا تفضلين هذا التخصص رغم أن له مستقبل جيد
- لديك تحدي محدد فكل مستوى من ذلك التخصص يزداد صعوبة
- رغبتك من دخول الجامعة دراسة الحاسب الآلي
- حل بديل : الانسحاب من الجامعة والدخول في معهد لدرس الانجليزية والحاسب
- مشكلة الحل البديل مستقبل المعاهد غير مضمون.
الرد على الاستشارة وبالله التوفيق:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكرك يا أخي الكريم على زيارتك لهذا الموقع المبارك, موقع المستشار.
قرأت رسالتك, وأود أن أبين لكِ – رعاكِ الله – بأنك لست الوحيدة التي تحمل مثل تلك المشاعر!! ولأكون معكِ صريحاً!
تلك المشاعر نوعاً من مشاعر الانسحاب الخفي من مواجهة المشكلة! وحتى لو قدر الله تعالى لك دراسة الحاسب الآلي بطريقة أو بأخرى!!
سوف تنتابكِ مثل تلك المشاعر! مهم منكِ أن تحسمي تلك المشاعر مع نفسكِ وتبيني حقيقة ماذا تريدين؟ بنهاية المطاف؟؟ هل لديك رسالة واضحة في التعلم؟ أم أنها رغبة؛ مثلها مثل بقية الرغبات في الحياة!
نصيحتي لكِ – إن كنتِ في بداية الدراسة الجامعية؛ بأن تجلسي مع نفسكِ وتحددي أولأً ماذا تريدين أن تكون عليه حقيقة!!
وبعد تخرجك بإذن الله من الجامعة والانخراط في العمل؟ فقط افتراضي أن ذلك حدث!! نحن الآن نستكشف المستقبل والعلم عند الله تعالى.
ما ذلك الشيء ( المجال أو الخبرة أو التخصص) الذي تعتقدين أنه يحقق لكِ رغباتكِ الشخصية! وليس رغبات غيركِ من الناس!؛ الناس يأتون في مرحلة لاحقة..! المهم أنتِ ماذا تريدين؟
كل واحد منا جاء إلى هذا العالم ليعبد الله تعالى أولاً ثم ليخدم في رسالة محددة, في مهمة متفردة! خلقه الله تعالى من أجلها!
تخيلي العالم بدون أن يكون هناك ( معلم رياضيات) أو مهندساً معمارياً أو مهندساً تقنياً.. أو حتى طبيباً؛ والتي تعد من أصعب التخصصات!؟ هل سيستقر ويصلح حال هذا العالم ويتطور وينمو؟
ربما تقول : هناك غيري من هو أكفأ وأقدر بهذه المهمة وربما أجلد وأصبر عليها؟ أقول لكِ ـ ولما لايكون ذلك الإنسان هو أنتِ؟ وتحظي بهذه المكانة؟ كل ما ذكرتهِ من صعوبات ما هي إلا إسقاطات على شيء نحن في الحقيقية نخاف منه؟
ونخشى منه! تذكري يا ـ يا رعاكِ الله ـ بأنكِ إن وضعتِ نية طيبة وصادقة تجاه الشيء الذي تريدينه وتشعرين حقيقة في قلبكِ ولامس روحكِ؛ ستجدين أن كل تلك الصعوبات أضحت سراباً لا أكثر ولا أقل! أنتِ قوية بعون ـ الله تعالى ؛ وبما حباك ـ الله تعالى من قدرات ومواهب - هي لديكِ لا أحد سواكِ! ثقي تماماً بأن القرار الذي سوف تتخذه ونابع من قلبك وبعد أن يمزج بنية صادقة وطيبة؛ سيكون نعم القرار والاختيار..!!
لأنه قرار حقيقي وصادق صدر من قلبكِ! وليس من الآخرين ورغباتهم! الآخرون يريدون أمور محددة منا في الغالب! هم ربما يفتقدونها أو يرغبونها لذواتهم - وخاصة من الوالدين والأقربون! من حبهم وعطفهم وخوفهم علينا! قرار بني على عاطفة في الغالب, وليس عن تمحيص وروية وبعد نظر!
كما يمكنكِ طلب المشورة ممن سبقكِ في مثل هذا التخصص (الرياضيات) في المقام الأول؛ لأنه الخيار السهل والمتاح حالياً! أما إن خيرتِ في تخصص آخر وليكن مثلاً (الحاسب الآلي).. ابدئي بسؤال من سبقكِ عن تلك التحديات وليس الصعوبات!! وكيف تغلبوا عليها؟ أو كيف يمكن التعامل معها؟ الوعي قوة!!
وأنتِ بإذن الله تعالى ـ على قدر جيد من الوعي أختي الكريمة. هذا ظننا بكِ وخاصة أنكِ طلبتِ استشارة؛ فالاستشارة رقي وحضارة.
كيف يتخذ القرار..؟
للحصول على إجابة؛ أنصحك بأن تجلسي مع نفسكِ – كما بينا - واسأليها ذلك السؤال ( ماذا أريد في حياتي ؟ ) ثم ضعِ على الأقل 20 إجابة!! وحتى لو استمر هذا الأمر أكثر من يوم...! أعزلي رغبات الآخرين وتطلعاتهم ونظرتهم – أثناء الإجابة – فالمهم أنتِ وماذا تعتقدين أنكِ تستحقينه وتودين الحصول عليه أو بلوغه في دراستكِ.!! وسعي من خياراتكِ؛ فكلما اتسعت دائرة الخيارات سهل اتخاذ القرار في الغالب وليس العكس كما يُظن!
هناك الكثير من الشباب؛ ينخرط في تخصصات – لمجرد إرضاء لوالديه أو أخوته أو أصدقائه.. ثم يكتشف وبعد مضي عدد من سني الدراسة أن التخصص الذي هو فيه غير مناسب له أو يجد صعوبة في إكماله.
وبعضهم ربما يكمل التخصص ويتخرج ويعمل في وظيفة هو في الأصل غير راغب فيها!! كل هذا بسبب أنه لم يكن صادقاً مع نفسه ولم يحدد بالضبط ماذا يريد حقيقة في حياته أو في أي التخصصات هو يريد..!
حددي رغباتكِ أولاً ومن ثم لمجال المناسب لك والذي يناسب تطلعاتكِ وقدراتكِ الذهنية والبدنية , وأفكارك وبيئتك وحالتك الاجتماعية وغير ذلك...ثم استعراض فرص التوظيف المتاحة فيه ومستقبله. وأخيراً وهذا المهم وبيت القصيد في الموضوع ـ قومي بالاستخارة واسألي الله تعالى أن يفتح عليكِ مرة واثنتين حتى تجدي الراحة والاطمئنان.
وعندها توكلي الله تعالى في هذا وأسلك ذلك الطريق.. وأنتِ واثقة بعون الله تعالى لكِ وتوفيقه وأن لاح في الأفق بعض الصعوبات أو التحديات؛ فهي سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع! ركزي على هدفكِ الرئيس والنهائي وليس على الصعوبات والتحديات!!
والله أسأل أن يوفقك وينير طريقك بالخير وينفع بك الإسلام والمسلمين... ولا تنسونا من صالح دعائكم.
** هنا بعض الاستشارات ذات العلاقة ـ ربما تفيدكِ وتعينكِ بإذن الله تعالى:
-محتارة بين تخصصين !!
-مترددة في تخصصي !!
- متأرجحة بين تخصصين !!
- لا تظلم نفسك بالتعليم !!
- محتارة بين وظيفتين !
الكاتب: أ. فؤاد بن عبدالله الحمد
المصدر: موقع المستشار